[[أنا وصغيرتي القدس]]
أطوف بها علي الأبواب
نسألهم بقايا الحب
لم يفتح لنا الباب
ولا رقت لحال صغيرتي ليلي
قلوب القوم حين تمر باكية ومتعبة
عيون القوم تعرفنا وتنكرنا
فما ربتت علي أحزانها كف تواسيها
ولا وجه تبسم كي تلوذ به
***
كحلوى العيد شفتاها
برغم مرور آلاف و آلاف
من الأعوام لم تذبل ورود الخد
أو حلت ضفائرها
وشاب الدهر لم تكبر
أطوف بها
ويسقط دمع أعينها
علي وجه الطريق هدى
وتخبرنا المسافات
هنا ألا أهل في الأهل
هنا ألا حب .. فالأشخاص جامدة
كأن فؤادهم حجر
هنا الإحساس مضطرب ومغترب
هنا العرب
فمن ذا يخبر القوم
بأن الطفلة المسكينة ابنتهم
وأن جمالها الفتان
لن يؤذي قباحتهم
فكونوا كيف ما شئتم
قساة القلب
إن الطفلة القدس
هي ابنتكم
قبيحون إذا لم تعشقوا القدسَ
لأن القدسَ تملؤكم إحساساً
وتنثر فوقكم عطراً
تجملكم
فتجعلكم ملائكة وأحرارا
وتلهم فيكم الشعراء والشعرا
هي القدس
هي ابنتكم
فمن ذا يترك ابنته
لذئب الأرض يرعاها ويحميها
فضموها بأعينكم
فأولنا هي القدس
وثانينا
وحق ناطق فينا
واعلم أنها معنا
وواقفة لتسمعني
وتبصر لوعتي فيها
وتشهد أنني رجل
وقفت هنا
أعزيها وأبكيها
هي ابنتكم أعيدوها
أعيدوا وجه طفلتكم
أعيدوا نطق أحرفها
علي آذان من بالإفك غالوها
وطوفوا الكون كي يرتاح صائحها
ويعلم أننا معه ..وأن قلوبنا فيها
شعر
علي محمد عبد الدايم عثمان