يراعى " شعر / حسان العربى "

------(يراعى)-----

أى يراعى...!
كُنتَ صِنوى فى البراءةِ والتعَنىِّ
يانبيلاً قاسمَتهُ معى وِجاعى
فى زمانِ الطُهرِ كم دارَأتَ عنى
ّحين كان الكونُ يسخَرُ من أسجاعى(.)
كم سَطرتَ من الغريدِ لكى أغَنى
واقتفيتَ خُطى الصديحِ الى المراعى
كنتَ تهوَى مَن أُُسِرُ ومَن أُكنىِّ
مُذُ أتيتَ معى تُغَردُ فى يَفاعى (.)
ان عِشقى الأنَ يُرمَى بالتَجَنىِّ
هل لديكَ الأن وصفاً لارتياعى؟
كانَ حُلماً من صَناعى وامْتَهَنىِّ
لم يُكَفكِف يايراعى من ضِراعى
ان من عاشَت تُراوِحُ مِنكَ فنى
هاجَرَتنى! بل وطابَ لها انتزاعى
أين ما صُغناهُ فيها من تغنىِّ ؟
مذ رأها الليل ُتخَرُجُ من بِِداعى؟(.)
أين مِنكَ الشدوُ ذاكَ وأين مِنى
هل تَناثَرَ أم أصابَت منهُ داعى؟
كُنتَ تَهمِى حينَ أُُُمْليكَ التمنى!
هل ستَدْمِى حين أُُمْلِيكَ التَياَعى؟
باعَدَتنى يارفيقى لم تَصُنى
مَن يُحدَِّ ث فى اللَّيالى بارتياعى
من قديمٍ شاطَرَتنى جُلَّ سِنىِّ
كيف أودَت حينَ لم يأذَن وِداعى؟
فى زمانٍ الصبو لم ترأف بِقِنىِّ (.)
فى خريفِ العمرِ لم تأنَفْ خِداعى
ان أكُن بالشيبِ صِرتُ الى التدنى
كُلُ مَن بالكونِ سارَ اليهِ ساعى
كان عُمراً ذاكَ مَن ألقَتهُ ظَنىِّ
قاسمَتَنى فيهِ يوماً ما بِصاعى
قلتُ (حِنىِّ!!)وانبريتُ أقولُ انى
فأنتّحَتنى بل ومَلَّت من سمَاعى
كان صوتُ الريحِ يعلو فوقَ أَنىِّ
واهتياجُ الموجِ يُسقِطُ فى رَواعى
لم تُبالى أن ينالَ البحرُ منى
أركبتنى دون أن تَرّقأ شِراعى
كنت أرجو أن تَزودَ البحرَ عنى
اذ بها! أخفت زماناً من مَتاعى
لِمْ أُفارِق والأمانى ترتهِنى؟
مُتْرَعاتٌ فى مأ قِيَّا الدِماعِ
والفؤادُ وأنتِ أدنى اليه منى
لِمْ سيُرمى للمُهادِرِ دونَ راعِى؟
كنتُ أدمعُ ما أكونُ ولم تَصُننّى
لم تهادن عبرتا يا ولم تُراعِِ
أن قلبىَّ دونَ عِشق ٍ قد يَخُنىِّ
أن تلكَ الروحُ تحيا من أشَاعى
ان ترامَى النورُ تبدأ ُفى التَغَنى
ان تبدى الغَيمُ تسقط ُبالتداعى
قُلتُ (حِنى!) بل دَمِعتُ وقُلت اُنى
ان رحلتُ يموتُ بِضْعٌ من بِضَاعى
كُلُ عُمُدُ الكونِ ِتبدأ ُفى التَثَنىِّ
والغُيوثُ الحُمْرُ تَسقُطُ فى بِقاعى
والفؤادُ وأنتِ ادنى اليه منى
كيف يرمى للمُهادرٍ دون راعى؟
يا يراعى..! أىُ قفرٍ أرتميهِ فاروى عنى
حين أحلُمُ والجوارُ به أفاعى
أىُ قاعٍ ألتقيهِ وفيهِ جِنى
والظلامُ الدَمسُ يأتى بانفِزاعِى
ان رأيتَ الشعرَ عوناً لى أعِنىِّ
والسوالفُ ماثلاتٌ فى رِقاعىِ
قُم غداةَ الصبحِ واخْتَر ما تُثَنى
واجعلِ الأطيارَ ترمِيهِم بقاعى
خُذ رقيقاً من رقيقى ( لاتُدِنىِّ!!)
كُن رفِيقًا واجتَنِب تلكَ النواعى
ان يكن عند التدانى صد عنى
سوف يُبقيهِ التباعُدُ فى وَلاعى
كان َقتلُ الحبِ أولى بالتأنى
فالمُحبُ يذوبُ من قطف الأضاعى
لاتسلنى ما سيبقى لديهِ منىِّ
فالليالى سوف تُنبىءُ يا يراعى!!
*********************** شعر/حسان العربى