غفوة أخيرة

موضوع: غفوة أخيرة الأحد أبريل 15, 2012 2:22 pm

غفوة
كنت دائماً أعاتبه .. فقد كان كثيراً ما يغفو وهو يتحدث معي .. أحيانا أغضب جدا وأسأله : هل أنا مملة لهذه الدرجة .. يبتسم ويقول: أنت أجمل النساء وأعظمهن ولكنى ربما احتاج لتلك الغفوات التى تنتابنى من آن لأخر لأن طبيعة عملي مرهقة جدا فاعذريني.
عندما كان يغفو وأنا أحادثه كنت أنظر إليه واسمع أنفاسه تتردد ..يدق قلبي علي نغمات أنفاسه .. وأقول له في سري : كم أحبك أيها الرجل الحلم
أتذكر طفولتي حينما كنت أحلم به فارساً لأيامي القادمة .. كنت أحاول قراءة عينيه .. فأجدني أسبح في بحر حزن عميق ثم أراه يبتسم لي .. ومازال الحزن يشع من بين بريق الابتسامة .. أتساءل كيف يجمع الإنسان بين عمق الحزن ورقصات السعادة في آن واحد؟
عجيب أنت يا رجل المتناقضات .. تحبنى بعمق وتذهب إلي عالم لا اعرفه وأنا بين يديك .. تريد ان تجمع ملذات الحياة لتضعها بين يدي ولا تريد ان تحتفظ لنفسك بالقليل منها؟
تتأنى في كل شئ وأنت تسرع الخطى للنهاية ..
أهديتك ذات مساء وردة ندية فنظرت إليها باسماً وناجيتها قائلا: عمري يماثل عمرك أيتها الوردة الندية .. فانقبض قلبي وأخذتك من يدك لنحتفل بعيد ميلاد ابنتنا .. يومها قلت لابنتنا : كل ما امتلك هو لكِ .. حتى رصيدى في البنك كتبته اليوم باسمك .. انقبض قلبي أكثر .. ولكن حيويتك وضحكاتك معنا كانت تحدثنى بأن تنبآتي كاذبة .. وأنك ستظل بيننا تغفو تارة وتنشر المرح بيننا تارة أخري..
لم أكن أعرف أنك ستذهب بكامل حيويتك إلي عملك وبمجرد وصولك سوف يتصلون لأخباري بأنك غفوت الغفوة الأخيرة.