هي يمامة إذا ما رأيتها ... وإذا أردت أن تصفها أو تشبهها بشيء لا تستطيع إلا أن تقول أن القمر قد يشبهها .. وإذا أردت أن تنظر إلى وجه بنات الحور فما عليك إلا أن تنظر في وجهها .... هي في نظري أجمل نساء الدنيا ... ما دفعني أن أصفها بذلك هو المزيج الفريد من الأخلاق والقيم والمثل بالإضافة إلى جمالها الأخاذ ....
تأثرت كثيراً ووصل تأثري منتهاه ورأيت عينيي تسيل منهما الدموع حينما رأيت تلك اليمامة الوديعة تلقي بنفسها في قفص ذئب لا يقدر الجمال ولا يعرف إلا لغة الافتراس ..... ليجتذبها من خضم آمالها وأحلامها وطموحاتها ويلقي بهم وبها في بئر سحيق من الظلام والضلال والجهل ...ليحكم عليها بالتيه والتخبط ... والموت البطيء لكل ما كانت ترنو إليه وهي له أهل
كان الدافع لها في ذلك هو خوفها من أن تقضي حياتها داخل جدران سجن مظلم هو الوحدة.. إلى جانب نظرة المجتمع القاسية للمرأة التي بدون رجل
ظلت تعاني من هذا السجن الجديد معانة أشد من تلك التي كانت تعاني منها قبل ... أرادت الانفصال لكنها مرة أخرى خشيت من نظرة المجتمع للمرأة المطلقة ...
سألت نفسها هل تنفصل وتواجه هذا المجتمع ؟ أم تظل مقيدة بأغلال لم تخترها ؟ على مضض استسلمت لتلك الأغلال ولهذا الحصار ... لكن طبيعتها الأبية أبت ذلك ... اشتد بها المرض وطالت عليها لياليه .. حتى فارقت الحياة .