حكاية عبد اللطيف آل الشيخ
دفعة جديدة لفنان العرب ( محمد عبده ) في بحر الإبداع الصافي
في وقت ندرت فيه الكلمة الصادقة وعز فيه الإبداع الحقيقي في شتى ألوان الفنون والآداب ، وانتشر فيه الإسفاف والتدني الأخلاقي نجده بين الحين والحين – شأنه شأن عدد للأسف ليس بالكبير من مبدعي الوطن العربي – يطل علينا بعمل يستحق أن يوضع في قائمة الأعمال المتميزة من حيث الكلمات والألحان والأداء المتميز والمتفرد والذي جعله يستحق بجدارة وبلا منازع لقب فنان العرب إنه المبدع دائماُ :- محمد عبده والذي عندما يذكر اسمه لا تستطيع أن تنسى الأعمال المتميزة والخالدة التي قدمها للمستمع العربي كي يستمع ويطرب ويرقي إحساسه بها فمن منا لا يذكر رائعة منصور الشادي ( الأماكن ) والتي يقول فيها :-
الأماكن اللي مريت إنت فيها
عايشة بروحي وأبيها
بس لكن ما لقيتك
جيت قبل العطر يبرد
قبل حتى يذوب في صمتي الكلام
وإحتريتك
كنت أظن الريح جابت عطرك يسلم علي
كنت أظن الشوق جابك تجلس بجنبي شوي
كنت أظن وكنت أظن وخاب ظني
و ما بقى بالعمر شي واحتريتك
أو قصيدة ( مذهلة ) للشاعر المبدع عبد الرحمن بن مساعد والتي يقول في مطلعها :-
مــذهــله
ما هي بس قصة حسن
رغم إن الحسن فيها بحد ذاته مشكلة
مذهله
كل شي فيها طبيعي
ومو طبيعي أجمل من الأخيلة
ومن منا لم يمر بلحظة فراق فيستمع إلى رائعة بدر بن عبد المحسن ( الرسايل ) والتي يقول فيها :-
لا تردين الرسايل
ويش أسوي بالورق
وكل معنى لِلمحبَّه
ذاب فيها وأحترق
وأعمال أخرى قد لا تقل أهمية عن هذه الأعمال أذكر منها –
( أنشودة المطر ، مجموعة إنسان ، يا مركب الهند ) وكان أخر أعماله ( بعض أحوال ) للشاعر طلال الرشيد
هذا وقد أطل علينا مؤخرا برائعة الشاعر / عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ ( الحكاية ) والتي أعتبرها دفعة جديدة لهذا الفنان في بحر الإبداع الصافي وذلك لما تحتويه من تشبيهات وصور غاية في الروعة والجمال
هذا من حيث الكلمات أما عن اللحن الذي وضعه الملحن / يوسف المهنا فلا بد من الاستماع له لأنه لا يكفيه أي وصف وتقول كلمات القصيدة :-
الحكاية إنك أجمل من تفاصيل الحكاية
وإنك أكبر من كلامي .. وكل ما تكتب يدي
كل يوم أحبك انتي .. من البداية للبداية
أبتدي بك وابتدي بك وابتدي بك .. وأبتدي
كيف قلبي ما يلاقي فيك أبد حد الكفاية
وفيك ألاقي يا اشتياقي كل لحظة موعدي
انتي من هيبة جمالك تحسدك حتى المراية
صرت أخاف إنك لحسنك يا حياتي تحسدي
كيف ما أوصل وانتي دربي .. وأبجديات الهداية
كيف أضيع وغصب عني .. فيك أرجع أهتدي
الوسيلة لقلبي انتي .. وبك أبرر كل غاية
يا وجودي ويا أكيدي ويا زماني السرمدي
كيف ما أرضي بك غروري .. وانتي للإكبار آية
كيف ما أوفي لحبك .. وانتي حبك سيدي
النهاية ما أعرفها .. والهوى ما لا نهاية
أعرف إني كل موتي .. فيك يعني مولدي
الله ... ما أحوجنا في هذه الفترة للاستماع إلى مثل هذه الأعمال التي ترتقي بالذوق العام وترتفع بالمستوى الثقافي للمجتمع وتجعلني نفتخر بأن لدينا إبداع حقيقا بكل ما تحمله الكلمة .