هدير الطوفان

"هدير الطوفان"
ألهبتَ يا وطني ضِرامَ مشاعري فأسفتُ للمجــــــــــد التليــد الأول
لما رأيتكَ بين دَمْعِكَ شـــارداً متفكراً ورأيتُ حزنَـــــــــــك قاتلي
أطلقتُ صيحة أمةٍ مقهــــــــورةٍ ضلتْ طريق المجـــد بين مجاهلِ
فالدهرُ يعرفها من المجد الذي كم عاش ينسجهـــــــا بأرقي مِغــــزل
ضَجْتْ سطوري مُفعماتٍ بالأسى أو بعد سَحْلِ المجد هل من شاغل؟
إني أبثك في زفيــــــــــري لوعةً وأخط أوجاعي بحزني المُخجــــل
ولذا اصطرختُ لأن أمتي التي نسجت لنا الأمجـــاد تهوِى من عَلِ
وتخـــــــــرُ مغشياً عليهــــــا لا تعي ويفرُ منهــــــا كلُ فجــــــــر مُقبــــــل
مالتْ فمالَ المجدُ عن صَهواتها وتخاذلتْ كل الخيولِ الحُجــــــلِ
وأحاط أعداءُ العروبة بالحِمـــــى واستأسدوا والسيفُ ليس بباســـــل
يغتالها الذؤبانُ في عين الضحى وعواهرُ الأعداءِ بين محافـــــــــــل

*****

فالخطـــــبُ يا وطني يزلزل أمتي يَغْلي به صـدري كغليِ المرجـــــل
والسيل يوشك أن يُغير علي القرى فلقــــــد أطــــــــــلَ بغـزوِهِ المُتسلل
وعَدا عليك السيف بعد تجــــــرؤ فوق الرقــــــاب إلي وريـد المَقْتل
لم يبق فيكَ علي غِناك نضــــارةٌ بل هيكلٌ قد صــار شــــر هيـــاكل
لك في القلوب لواعجٌ محمومة والعاشقـــونَ لغيـــــــر حبك عُذلي
في كل أرضٍ للعروبة صرخـــــــةٌ ومهــــانةٌ في كل ربـــــع ما حــــل
زهرُ الشموس يغيبُ عنك ضياؤها والليل حَــــل علي البقاعِ بكلكل
كل النجوم رَكَضنْ خلف سحائب والرايـــــة البيضـــــــاء فوق المَعقِْل
فوق (العراق) تري المذلة في القرى وأرى (فلسطين) الجريحة تصطلي
وطيورُ أمتنا الطريدة هاجــــــرتْ فنعت أغاريــدَ الطيـــــور خمائلي