دماء على ثوب العروس !!
نظرة في مرآة التاريخ
بعد ان فتح الإسكندر الاكبر مصر قام بزيارة إلى معبد الأله آمون وهناك منحه الكاهن لقب ( ابن
آمون ) وأثناء قيامه بهذه الرحلة أمر ببناء مدينة الاسكندرية لتكون المركز الرئيسي للحضارة
الهلينستية في العالم القديم .
أقام الاسكندر هذه المدينة التي خلدت اسمه في موقع قرية صغيرة كانت تسمى راقوده ربطها
بجسر بجزيرة تقع في مواجهتها على مسافة قريبة من الشاطئ تدعى جزيرة فاروس ومن ثم
اصبح للمدينة مرسيان للسفن أحدهما شرقي والأخر غربي .
أهم منشئات المدينة قديما :-
* من أبرز المنشئات على مدخل الميناء الشرقي وفي الجزء الجنوبي من جزيرة فاروس حيث
توجد قلعة السلطان الاشرف قايتباي الآن شيدت منارة الاسكندرية العريقة لهداية السفن القادمة
الى الاسكندرية وهي احدى عجائب الدنيا السبع , وقد انهارت في القرن الرابع عشر .
* ومن المنشئات ايضا دار البحث العلمي ( جامعة الاسكندرية ) وقد نالت شهرتها الواسعة في
المجالات الثقافية والعلمية بهذه الدار وقد تخرج منها عدد من العلماء أشهرهم إقليدس العالم
الرياضي الشهير ، كما اتصل بعلمائها الكبار عددا من العلماء اشهرهم أرشميدس عالم الطبيعة
الأشهر ، وكذلك المؤرخ المصري مانيتون وكان كاهنا من سمنود .
* مكتبة الاسكندرية والتي أنشئت بجوار دار البحث العلمي لتيسر على الباحثين مهمتهم في
البحث والاطلاع وظلت تؤدي دورها لفترة طويلة ثم تم تطويرها أكثر من مرة كان أخرها في
العصر الحديث وقد دمرت هذه المكتبة قبل الفتح الإسلامي وليس على يد المسلمين كما يدعي
البعض .
هذا ملمح تاريخي لمدينة الاسكندرية العريقة التي استطاعت ان تكون بحق عروس البحر
الأبيض المتوسط .
دماء على ثوب عروس البحر الابيض المتوسط .
* في أول ساعة من ساعات العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين تلطخ ثوب الاسكندرية
بالدماء في حادث أثيم وسط استنكار محلي وعالمي .
– استنكرته القيادات السياسية في مصر ممثلة في رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء .
– استنكرته القيادات الشعبية والتنفيذية كمجلس الشعب والشورى وكذلك الأحزاب السياسية .
– استنكرته منظمات المجتمع المدني والجمعيات الاهلية والمجلس القومي لحقوق الإنسان .
– استنكرته المؤسسات الدينية كالأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء .
– استنكرته الجموع الشعبية بكل طوائفها فقد وقفت جميعها جنب إلى جنب مثلما وقفت قبل ذلك
أثناء ثورة 1919 وأثناء حرب أكتوبر المجيدة وفي غير ذلك أيضا .
إن ماسال هو دم مصر ليس دم مسلم أو مسيحي فقط ، الجميع في مصر يعتصر ألما لأن
الإرهاب لا يفرق بين مسلم ومسيحي بين رجل أو امرأة بين طفل أو شيخ ، وما حدث أيضا ليس
بالجديد على مصر ففي الثلاثة عقود المنصرمة فقط حدثت عدة حوادث مماثلة بدأت عام 1981
بإغتيال الزعيم الراحل / محمد أنور السادات وانتهت بحوادث الاسكندرية 2011
جاءت ردود الفعل على غير ما تمناه منفذي الحادث فلم يؤثر الحادث على الوحدة الوطنية ولم
يتسبب في فتنة طائفية ولكنه شهد تكاتف أكبر بين عنصري الأمة وعاد الهلال لمعانقة الصليب
مثلما حدث في ثورة الشعب عام 1919 وصلينا جميعا لإله واحد .
بقلم / محمود محمد سعد