(شيخ العرب همام ) مسلسل فوق العادة
رؤية نقدية بقلم / محمود محمد سعد
منذ عام 1960 وهو تاريخ بدء الإرسال للتليفزيون العربي بجمهورية مصر العربية أو
الجمهورية العربية المتحدة آنذاك تلك البقعة الرائدة في مختلف المجالات قديما وحديثا .
* توالت الأعمال الدرامية المميزة لكبار فناني مصر وكتابها ومخرجيها , وأذكر من هذه
الإبداعات بعضا من الأعمال التي أثرت في كمشاهد أولا وكاتب ناشئ ثانيا ومن هذه الأعمال
المميزة أذكر :-
- القط الأسود وهو مسلسل قديم جدا ضم كبار نجوم السينما والذين أصبحوا بعد ذلك كبار نجوم
الدراما التليفزيونية .
- أولاد آدم وهو أيضا من الأعمال المتميزة وهو أول مسلسل شاهدته خلال عرضه الأول .
- ذئاب الجبل هذا المسلسل المميز جدا والذي أعتبره نقطة تحول رئيسية في عرض وتناول
صعيد مصر من خلال
الأعمال الفنية عموما والدرامية على وجه الخصوص وقد ساعد في تغيير وجهة النظر العامة
في هذا الإقليم المهم من أقاليم مصر .
* وأمر سريعا ببعض الأعمال الأخرى ومنها :- الضوء الشارد , ليالي الحلمية , الراية البيضا
, خالتي صفية والدير , فارس بلا جواد , هذا إلى جانب عددا كبيرا من الأعمال لا مجال هنا
للحديث عنها وربما نتاول بعضها بالتفصيل فيما بعد
* أمامسلسلنا الذى نحن بصدد الحديث عنة هو مسلسل ( شيخ العرب همام )
أولاً : من حيث النص فالعمل مكتوب بشكل جيد جدا وبطريقة عالية ويحتوى على عدة أنماط
للكتابة
إذا أردنا تصنيف هذا العمل نجد صعوبة كبيرة في ذلك فلا نستطيع أن نقول أنه عملا أجتماعيا
فقط أو تاريخيا فقط فمن الممكن أن نضع هذا العمل فى قائمة الاعمال الاجتماعية الخالصة
ويصح ان نضعة فى قائمة الاعمال التاريخية ويمكن ان نقول انه عملا ملحميا من الطراز الأول
ويجوز ان نقول انه عملاً روحيا أو صوفيا من الطراز الأول ويرجع الفضل فى ذلك الى الكاتب
المتميز الأستاذ / عبد الرحيم كمال ,
فالعمل كونه اجتماعيا يعود الى تعرضه لحياة أسرة مصرية فى منطقة ما وعرض تفاصيلها
بحرفية واقتدار وكونه تاريخيا لأنه يعرض لفترة ولحقبة تاريخية معينة من تاريخ مصر وكونه
ملحميا لأن محور احداثه يدور حول فكرة البطل الاسطورة أو البطل الأوحد الذى له فكر معين
وأهداف محددة ويحيط به بعض الخصوم وتحول الظروف بينه وبين ما يريد إلا أنه ينتصر عليها
فى النهاية ودائما ما تكون نهايته غير متوقعه وهذا ما حدث لبطل العمل شيخ العرب همام ,
وكونه عملا روحيا او صوفيا فيعود ذلك إلى ما يحمله من أحداث وشخصيات من نوع خاص
( شخصيات وثيقة الصله بالله عز وجل ) كما فى سخصية الشيخ سلام تلك الشخصيه الغنيه
درامياً والتى تمتلئ بمساحات ابداعيه كبيرة , وشخصية خاتون هانم تلك الشخصيه التى لا
تختلف فى مجملها عن شخصيه الشيخ سلام ,
وهاتين الشخصيتين ( سلام وخاتون ) قد توثقت علاقاتهما بالله جل وعلا لدرجة جعلته تعالى
يكشف لهما الحجب حتى رأيا من آيات ربهما والهمهما ما منعه عن نظائرهم حتى وصل الامر
فى النهاية الى التقاء روحهما فى مشهد بديع
( حيث رأت خاتون هانم الشيخ سلام في منامها بعد موته بينما لم يتقابلا في الدنيا )
هذا إلى جانب بعض العلامات المضيئة جداً في هذا العمل ولهذا فإن البطل الحقيقي في هذا
العمل هو الورق الذي كتب بحرفية شديدة لأن كاتب العمل هو كاتب متميز استطاع في وقت قليل
أن يفرض نفسه بجدارة على الساحة الفنية وهو الكاتب الكبير الأستاذ عبد الرحيم كمال ,
ثانياً : من حيث الإخراج فالبطل الثاني في هذا العمل أيضا هو المخرج القدير حسني صالح الذي
أعطانا أكثر من صورة مضيئة في هذا العمل كان فيها بعضا من الصور تصلح تماما لأن تكون
صوراً سينمائية ,
ثالثاً : في المرتبة الثالثة يأتي الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي بكلماته المعبرة سواء في
أغاني التتر أو الأغاني والمقطوعات التي تخللت الأحداث ولا يقل دور الموسيقي التصويرية
والألحان المتميزة والأداء الصوتي للتتر والأغاني التي تخللت الأحداث أيضا ,
رابعاً : قاد هذا العمل الدرامي الممثل الثلقائي المتميز يحي الفخراني هذا إلى جانب بعض
الوجوه الجديدة التي قدمها العمل , وإعادة اكتشاف بعض النجوم بشكل مبدع , لا أستطيع أن
أذكر كل من شارك في صناعة هذا العمل المشرف لكن في النهاية لا يسعني إلا أن أتقدم لهم
جميعا بخالص الشكر والتقدير .
محمود سعد