نصف قرن على رحيل الأديب الكبير / محمود الخفيف
ولد الشاعر والمفكر والمؤرخ الكبير الأستاذ / محمود الخفيف في 3/1/1909 بالشهداء منوفية ،
التحق بكتاب القرية وهو في الرابعة من عمره وقد ظهرت عليه ملامح الذكاء وهو لا يزال طفلاً
، حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره ، وجه إلي التعليم الأزهري بمدرسة حسن باشا
ماهر بالقلعة لمدة سنتين ، ثم التحق بالمدارس الأميرية بمدرسة خليل أغا الابتدائية ، ثم التحق
بمدرسة فاروق الثانوية وفيها تفتحت موهبته ، ثم التحق بمدرسة المعلمين العليا قسم التاريخ عام 1928
م وتخرج منها عام 1931 ، وكان أول دفعته ، عين مدرساً للتاريخ بالقسم الثانوي للمعاهد الدينية
في 3 / 10 / 1931 ، ثم نقل مدرساً بمدرسة شبرا الثانوية بتاريخ 21 / 9 / 1935 ، ثم نقل
مدرس أول بمدرسة سوهاج الثانوية ، ثم بالمدرسة التوفيقية ، ثم بمدرسة مصر الجديدة الثانوية..
عين مديراً لإدارة التعاون الثقافي الشرقي بوزارة المعارف بتاريخ 8/1/ 1949 ، ندب سكرتيراً
للتحرير لمجلة الأزهر بتاريخ 17/4/ 1952وفي عام 1955 سافر في بعثة إلى لندن "لإعداد
المعلمين وتدريبهم"، وبتاريخ 29/7 /1961 عين ناظراً للمدرسة الإبراهيمية الثانوية ، وبتاريخ
29/ 1/ 1961سلم الروح لباريها وهو وسط تلاميذه يؤدي واجبه.. ترك محمود الخفيف
مؤلفات كثيرة تدل علي تنوع ثقافته وقد نشر معظمها في مجلة الرسالة في الفترة من 1932
حتى 1952 والراية من 1937 إلي 1952 ومجلة الرائد من 1956 إلي 1961 .
* كتب في كثير من المجالات منها مجال الشعر خاصة الوطني – القومي – المديح – الرثاء –
الغزل – الطبيعة – الفكاهة. كما استطاع بعبقريته أن يطوع التاريخ شعراً مثل قصيدة : شهيد
كربلاء ( وهي من ثلاثمائة بيت ) تحكي معركة كربلاء واستشهاد الحسين رضي الله عنه ،
قصيدة فارس وفارس تصور معركة حطين ، وقصيدة في الطريق إلى يثرب تصور هجرة
الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وهي في مائة واثنتين وثلاثين بيتاً ، ذو الجناحين
قصيدة تصور استشهاد جعفر بن أبي طالب . وقد جمع شعره في ديوان صدر عن الهيئة
المصرية العامة للكتاب عام 2007 وهناك الكثير من المصادر تؤكد أن هناك بعض القصائد لهذا
الشاعر العظيم لم يضمها الديوان .
* وفي مجال التاريخ كتب :-
* أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه بدأ في كتابة هذا العمل في مجلة الرسالة بداية من العدد
299 بتاريخ 27 مارس 1939 وتحدى بهذا الكتاب القصر والإنجليز اللذين تدخلا بقوة في إيقاف
مجلة الرسالة ولكن الخفيف أتم فصول الكتاب وأصدره عام 1947 .
* تولستوى قمة من القمم الشوامخ في أدب هذه الدنيا قديمة وحديثة تم نشر أجزاء منه في حلقات
بمجلة الرسالة اعتبارا من العدد 709 بتاريخ 3 فبراير 1947 وتم طبعه في نفس العام وقد قامت
الهيئة العامة لقصور الثقافة بإعادة طبعه في نوفمبر 2003
* إبراهام لنكولن هدية الأحراج إلي عالم المدنية وقد اختاره محمود الخفيف ليقدم عنه دراسته
الواسعة الجميلة حتى يكون مصدر إلهام للناس ومثلاً أعلى للوطنية والإنسانية تم طبع الكتاب
بمطبعة الرسالة في 4 نوفمبر سنة 1947 .
* وله بعض الكتابات والدراسات نشرت في المجلات ولم تطبع - منها ما يتعلق بوقائع
وشخصيات عربية مثل:عقبة بن نافع فاتح إفريقيا وقاهر الروم والبربر ، محمد شريف باشا ،
دنشواي ، الجزائر المجاهدة ، نهاية المعركة - المجموعة الثانية دراسات وأبحاث عن وقائع
وشخصيات أجنبية مثل : بيرون ، ملتون ، ميرابون ، مادزيني ، الشعر عند ماكولي ، زواج
تولستوي .
* الخفيف قاصاً : دموع بريئة ، عفراء الغجرية ، الفريق ، جليلة ، انتقام ، وأخيراً اختارت ،
لا مفر ، ابن القباقيبي ، بأي ذنب شردت ، فرار إلى الله ، هدية ، ذهب في عهد ذهب ، قال
القاضي وحكم القاضي
* هذا بالإضافة إلى أنه قام بترجمة عدد من القصص والروايات العالمية منها : البلبل والزهرة ،
البنوار ، قلب الرجل ، اليأس في الحب ، سوما ، بنته الصغيرة ، اليهودي ، البيت الخالي ،
لماذا ، الطبيب الشاب ، الورقة الثالثة عشرة ، عينان .
* وللأستاذ الخفيف كتاب رائع في النقد الاجتماعي فقد كان راصدا للمجتمع وسلبياته وتناول
بالنقد العديد من الظواهر كأطفال الشوارع والسحر والشعوذة والهوية المصرية ( الازدواج
الثقافي) وهو كتاب : من وراء المنظار صور انتقادية فكهة من حياتنا الاجتماعية .
* كما تناول الأستاذ الخفيف بالنقد كتب كبار الكتاب في عصره أمثال سلامة موسى د.أحمد
الحوفي ، طاهر أبو فاشا ، توفيق الحكيم ، أحمد عطية الإبراشي وغيرهم وقد بدأ مبكراً في هذا
الميدان عام 1933 حيث لم يتجاوز سنه أربعة وعشرين عاماً .
* أهم الكتابات التي تناولت محمود الخفيف وأعماله :- ( محمود الخفيف – حياته وشعره ) د /
محمد العباسي – رسالة ماجستير بكلية اللغة العربية فرع جامعة الأزهر بالمنوفية 1988م -
( محمود الخفيف – صفحة من كفاح أديب كبير ) د.محمد رجب البيومي – مجلة الأزهر
ديسمبر 1961م - ( للذكرى ) شكري القاضي – جريدة الجمهورية 24 نوفمبر 1993-( محنة
مفكر وطني ) رجاء النقاش – جريدة الأهرام 29 ديسمبر 2002م
كتب محمود سعد