قراءة ودعوة للترجمة لرواية ( اغتصاب الشمس ) للروائي الشاعر : أحمد بسيوني
بدايةً أسجل شهادتي على هذه الشهادة الجلية التي جاءت في صورة رواية نسجت خيوطها بإحكامٍ لتفضح الغرب في اعتقاده وأخلاقياته ومبادئه الرنانة التي لا ينفك يصدع الرؤوس بالحديث عنها بمناسبة وبغير مناسبة
المؤلف
هو الشاعر الروائي أحمد بسيوني رئيس ملتقى الإبداع الثقافي بالمنوفية بمصر والذي وهب أدبه القصصي والروائي لكشف مؤامرات الغرب وتعريته وفضحه بأسلوبٍ يدمغ حججهم الباطلة ، ففن الرواية عنده ينقلك لكي تعيش أحداثها وكأنك فرد من أفرادها ، أو كأن الشخصيات انتقلت لتعيش معك .
الفكرة
تتناول الرواية فترة الاضطهاد والتطهير العرقي الذي تعرض له مسلمو البوسنة والهرسك وبيان انفصال تعاليم الكنيسة للصرب والكروات بذبح المسلمين عما جاء به المسيح بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، كما تدور حول توافق ما فعله الصرب مع أهداف حكماء صهيون وأنه مجرد جزء من تدبيرهم لإهلاك أمة الإسلام ، ويبدو ذلك التوافق من خلال اجتماعاتهم في منتجع أوليما في إحدى جزر الأطلنطي ، وكيف كانوا يعطون الضوء الأخضر للصرب والكروات بتنفيذ المخطط تحت رعايتهم ودعمهم مع إظهار الشجب والاستنكار للعالم الإسلامي
لتخدير الأعصاب ومنع العون عن مسلمي البوسنة والهرسك
أهم الشخصيات
زهرة شمس الدين
وهي ابنة الإمام شمس الدين إمام المسجد الذي ذبحته مليشيات الصرب أمام عينيها ، ولقد نجت بأعجوبة من الاغتصاب و الذبح الذي وقع فيه زميلاتها أثناء العودة من إحدى الرحلات المدرسية التي ضمت طالبات صربيات كان منهن صديقتها جو رجينا التي أهدتها سلسلة بها صليب لتتخفى بها وتنجو من الهلاك ، وتعد زهرة الشخصية المحورية التي ستنتهج نهج الجهاد حتى تصبح من معاوني الرئيس علي عزت بيجوفتش
مسز بيري
وهي الأمين العام لحكماء منتجع أوليما وهي امرأة ألمانية تحمل من الحقد على الإسلام والمسلمين ما لا حد له لدرجة أنها أرسلت كول كارا كبير الطهاة بالمنتجع إلى معتقل جوانتانامو بسبب وقوع الماء المغلي من يده بطريق الخطأ على كلبتها توسي المحببة إلى قلبها مما أدى إلى موت الكلبة التي تقرر في عدة مواقف أنها أغلى وأهم من المسلمين ، ويظهر المؤلف في عدة مشاهد مدى اهتمام هذه المرأة التي تزحف نحو الشيخوخة بقضاء وطرها من الملذات الجسدية مع أحد حراس المنتجع فرغته لذلك ، وإن كان رأيي مخالفاً لرأي الكاتب في أن التعريض فيه مندوحة في مثل هذه المواقف بينما هو يرى أن المشاهد موظفة لفضح زيف الحضارة الغربية
جودت
العلماني تركي الأصل الذي انفصل عن دينه عقيدة وتعبداً ، وهو يعمل سكرتيراً لمجلس الحكماء ، وتبدأ إفاقته عندما يرى أحد الأفلام التي عرضت على مجلس الحكماء والذي جاء به أحد قادة الصرب طالباً العون من مجلس الحكماء للقضاء على مسلمي البوسنة ، ثم يطلب منه مجلس الحكماء أن يكون المنفذ لخطة اغتيال الزعيم علي عزت رئيس البوسنة ، فيقع في أسر مجاهدي البوسنة ثم يتوب وتحسن توبته ويشارك في الجهاد ويتزوج زهرة شمس الدين وينجب منها ولدين ثم يموت شهيداً
بعض الشخصيات الثانوية
ميشيل أخو جورجينا الصربية صديقة زهرة المتعاطفة معها لما رأت من حسن أخلاق زهرة ، وكان هذا التعاطف سبباً لإصراره على قتل زهرة إن وجدها ، فلا يجدها إلا وهو مصاب ببتر قدمه بسبب قصف الصرب لتقوم بإنقاذ حياته ، وتتحول أفكاره بعد رفض خطيبته الصربية له بعد بتر ساقه ، ثم يقوم بقتل بعض الصرب انتقاماً لأخته جورجينا التي اغتصبها جنود الصرب وهم مخمورون فيقوم أحدهم بقتله
المدرسة عايدة البوسنية جارة زهرة التي استضافتها وابنيها بعد أن أصبح منزل أبيها أطلالاً واستشهد زوجها جودت
وهناك شخصيات أخرى تؤدي أدواراً قصيرة لكنها هامة أدع القارئ لاكتشافها بنفسه
ملامح فنية استوقفتني
1 - لقد أجاد الكاتب تصوير النظرة الغربية المعتمدة على المغالطات أكثر من اعتمادها على الحقائق ، وكيف أنهم يعتقدون صراع الحضارات وأن قيام حضارة للمسلمين معناه اندثار حضارتهم ، وكيف أنهم لا يقبلون بوجود دولة للمسلمين بين ظهرانيهم وإن كانت صغيرة وضعيفة .
2 – حسن الحبكة والربط بين أحداث تحدث في منتجع أوليما وبين ما يجري على أرض البوسنة مثل :
مشاهدة جودت للشيخ شمس الدين وهو يذبح في شريط الفيديو ثم ذكره لاسم الإمام شمس الدين على أنه أحد أقاربه وأنه جاء للسؤال عنه عندما وقع في أسر قوات البوسنة وسئل عن سبب دخوله لأرض البوسنة مما أدى إلى مواجهته بزهرة التي اعترف لها بكل شيء والذي تقدم لطلب الزواج منها بعد أن حسنت توبته
3 – الإيماءات غير المباشرة لأبطال القصة والتي تعبر عن القناعات الشخصية لديهم
4 – توضيح بطولة علي عزت ورفاقه وبيان براءتهم من التقصير عند موافقتهم على اتفاق دايتون للسلام وأنه قد فرض عليهم بنيران العدو وخذلان الأهل من المسلمين عرباً وغير عرب اللهم إلا القلة القليلة التي شكلت كتيبة المتطوعين الذين ساهموا في ترجيح كفة القتال لصالحهم مما أدى أمريكا إلى التدخل لإجهاض هذا النصر .
5 – الخاتمة الجيدة التي بينت أثر الحرب والعدوان ، كما بينت البداية الجديدة لمسلمي البوسنة حيث الرجوع لدينهم وقد عرفوا لماذا يُحاربون
هل من مترجم وناشرٍ محتسب ؟
أهم من هدف القراءة التي قمت بها ألا وهو هدف القراءة والعرض سؤالٌ أطرحه :
هل من ناشر محتسبٍ لأجره عند الله يقوم بالترجمة والنشر في ديار الغرب ؟ ، فإن الكاتب قام بالنشر حسبةً في ديار المسلمين ، وقد أخبرني حينما اقترحت عليه ضرورة الترجمة إلى لغات أوروبا أو الإنجليزية على الأقل أنه لا مانع عنده وهو لا يريد مقابلاً لذلك .
فهل من محتسب ؟